اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 250
ما سافر امرؤ سفرا أسعد وأيمن منه وأرفق، وإنّ كان الله عزّ اسمه خبّرنا في محكم كتابه أنه لا يبلغ إلا بشق الأنفس [1] ، تصديقا لقول أصدق القائلين:
(فانما هي الشقة يجدها المسافر في كل طريق نازح) [2] ، وأما النسيم العليل والهواء الرقيق، والماء العذب، والصحة من غير سقم، وملاذ المأكل والمشرب من غير بشم، فكل ذلك موجود بلا اختلاف، وأنا أسأل الله أن يختم مساعيك الحميدة به وينشر لك الأمل فيه، ولنا الرجعى إليه.
[إذا الله سنى عقد أمر تيسرا]
أخبرنا محمد بن محمد النّسوي، من نسا خراسان [3] ، عن ابن مقسم، عن أبي بكر محمد بن مجاهد، في عرض حديث [90 و] رفعه باسناد أخره ابن عباس رحمة الله عليه: (إذا أحب الله أمرا سهّل دواعيه وكثّر أسبابه) [4] ، وقديما قالت العرب: [5] [الطويل] إذا الله سنّى عقد أمر تيسّرا
فأما من حجب فلم يصل، ومنع فلم ينل، وانتجع فرجع، وسار فحار، وشخص فنكص، ونهض فاندحض، فأكثر من أن يحصى.
[ذكريات حاج]
حدثني غير واحد من حاج خراسان، منهم أبو بكر الفقيه النيسابوري، [1] يريد قوله تعالى: وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ
(النحل 7) . [2] لم أجد الحديث بهذا اللفظ. [3] نسا: مدينة بخراسان، بينها وبين سرخس يومان، وبينها وبين مرو خمسة أيام، وهي مدينة وبئة جدا. (ياقوت: نسا) [4] لم أجد الحديث بهذا اللفظ. [5] هذا عجز بيت، وتمامه: فلا تيأسا واستغورا الله إنّه إذا الله سنى عقد أمر تيسرا استغورا: سألاه الغيرة، وهي الميرة، أي سلاه الرزق، والبيت في أمالي القالي 1/235، وسمط اللآلىء ص 356، 537، 889.
اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 250